وقوله تعالى:{وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وقوله: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} يعني: أصحاب المنزلة الرفيعة} وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} {وأصحاب المشأمة} يعني: أصحاب المنزلة الدنيئة الخسيسة.
قال ابن عرفة:{أصحاب الميمنة} أي: يسلك بهم يمينًا إلى الجنة.
وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (وذكر ما كان فيه من الفقر في الجاهلية وأنه وأخت له خرجا يرعيان ناضحا لها قال: فزودتنا أمنا يمينتيها من الهبيد كل يوم).
قال أبو عبيد: وجه الكلام عندي (يمينيها) بالتشديد لأنه تصغير يمين:
وتصغيره يمين، أرادت أنها أعطت كل واحد منها كفا يمينها فهاتان يمينان.
قال شمر: وقال غير أبي عبيد إنما هو يمينتيها وهكذا سمعته من يزيد بن هارون ثم سمعته من العرب كما سمعته من يزيد قال: وهذا هو الجيد، لأن اليمنة: إنما هي فعل، يقال أعطى يمنة ويسرة قال: وسمعت من لقيت من غطفان يتكلمون فيقولون إذا أهويت بيمينك مبسوطة إلى طعام أو غيره فأعطيت بها ما حملت مبسوطة فإنك تقول: أعطاه يمنة من الطعام، فإن أعطاه بها مقبوضة قلت: أعطاه قبضة من الطعام فإن حثى له بيده فهي الحثيثة والجفنة. قال الأزهري: والصواب عندي ما رواه أبو عبيد يمينتيها وهو صحيح كما روي وهو تصغير يمنتيها هما تصغير/ يمينين أرادا أنها أعطت كل واحد منا بيمينها يمنة فتصغير اليمنة يمينة فلما ثنى قال: يمينتين وهذا هو الوجه.