وقوله:{حتى إذا بلغ بين السدين} أراد صدفي الجبلين سداهما وصدفاهما ويجوز صدفاهما سجميا بهذا الاسم لأنهما يصادفان أي يتقابلان./
ومنه:{وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا} وقريء سدًا، وقيل: السد: فعل الإنسان، والسد: خلقة المسدود، وفيه قولان: أحدهما: أن طائفة من المشركين والكفار أرادوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - سوءًا فحال الله بينهم وبين مرامهم، وسد عليهم الطريق الذي يسلكوه، والثاني: أن الله تعالى ذكر ضلال الكفار فقال: سددنا عليهم طريق الهدى كما قال: (ختم الله على قلوبهم) فهم لا يتجهون إلى طاعة ولا إلى خير، والسد: الجبل، قال الإسنوي: ومن الحوادث - لا أبالك - أنني ضربت على الأرض بالأسداد.
وقوله تعالى:{بيننا وبينهم سدًا} أي ردمًا، والردم: ما جعل بعضه فوق بعضٍ حتى يتصل، وثوب مردم أي مرقع.
وفي الحديث:(حتى يصيب سدادًا من عيش) أي ما يسد خلته وكل شيء سددت به خللًا فهو سداد، وبه سمى سداد الثغر وسداد القارورة.
وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - وسئل عن الإزار فقال:(سدد وقارب) قال شمر: سدد من السداد وهو الموفق الذي لا يعاب، والموفق المقدار، ويقال: اللهم سددنا للخير أي وفقنا له.