للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شفعاء} فقد بين الله إظهارهم الندامة ثم قال: {وأسروا الندامة}.

ومحال أن يكون هذا القول بلا فائدة، فالمعنى أنهم أظهروا/ الندامة وخفيت لهم ندامة لأنهم لم يستطيعوا أن يظهروا كل ما في قلوبهم عجزًا عن ذلك فصارت لهم الحالتان، حالة الإظهار وحالة الإسرار فيما عجزوا عن إسراره، قال أبو داود:

إذا ما تذوقها شارب .... أمر اختيالًا وأبدى اختيالًا

وقوله تعالى: {يوم تبلى السرائر} الواحدة سريرة وهي الأعمال التي أسرها العباد.

وقوله تعالى: {يعلم السر وأخفى} السر: ما تكلم به في خفاء. وأخفى منه ما أضمر مأخوذ من سرار حرة الوادي وهي بطنانه وسر الشيء خياره.

قوله تعالى: {لا تواعدوهن سرًا} قال أبو عبيدة: السر الإفصاح بالنكاح، ويقال للمجامعة أيضًا سر، وللزنى سر، ولفرجي الرجل والمرأة سر.

وفي الحديث: (هل صمت من سرار هذا الشهر شيئًا) أي من آخره والسرار ليلة يستسر الهلال وسرر الشهر مثله، وقال ابن السكيت سرار الشهر وسراره - بالكسر والفتح قال الفراء: والفتح أجود.

وفي حديث ظبيان بن كداد الوافد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نحن قوم من سرارة مذحج) يعني من خيارهم وسرارة الهادي وسطه وخير موضع فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>