للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عثمان الدارمي (١): سألت ابن معين بن عيينة أحب إليك في عمرو بن دينار أو الثوري؟ قال: ابن عيينة أعلم به قلت: فحماد بن زيد؟ قال: ابن عيينة أعلم به قلت فشعبة؟ قال: وإيش: روى عنه؟ وقال أبو مسلم المستملي: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت من عمرو بن دينار: "ما لبث نوح في قومه" وقال ابن وهب: ما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله من ابن عيينة وقال الشافعي: ما رأيت أحدًا من الناس فيه جزالة العلم ما في ابن عيينة وما رأيت أحدًا آلف عن الفتيا منه. قال ابن سعد (٢): أخبرني الحسن بن عمران بن عيينة أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة أقول في كل سنة اللَّهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان وإني قد إستحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك فرجع فتوفي في السنة الداخلة وقال الواقدي: مات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة (٣) وقال ابن عمارة سمعت يحيى بن سعد القطان يقول: اشهدوا أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة فمن سمع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شيء. قلت: قرأت بخط الذهبي أنا أستبعد هذا القول وأجده غلطًا من ابن عمار فإن القطان مات أول سنة (٩٨) عند رجوع الحجاج وتحدثهم بأخبار الحجاز فمتى يمكن من سماع هذا حتى يتهيأ له أن يشهد به؟ ثم قال: فلعله بلغه ذلك في وسط السنة انتهى. وهذا الذي لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين وما المانع أن يكون يحيى بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانوا كثيرًا فشهد على استفاضتهم وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئًا يصلح أن يكون سببًا ما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لابن عيينة: كنت تكتب الحديث وتحدث اليوم وتزيد في إسناده أو تنقص منه فقال: عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت (٤) وقد ذكر أبو معين الرازي في زيادة كتاب الإيمان لأحمد: أن هارون بن معروف قال له: إن ابن عيينة تغير أمره بآخرة، وأن سليمان بن حرب قال له: إن ابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب. وكذا ذكر (٥). ثم قال: الذهبي: سمع من ابن عيينة في سنة (٧) محمد بن عاصم الأصبهاني صاحب الجزء العالي، وقال أحمد: ما رأيت أحدًا من الفقهاء أعلم بالقرآن والسنن منه وقال ابن سعد (٦): كان ثقة ثبتًا كثير الحديث حجة وقال الآجري عن أبي داود: قال أبو معاوية: كنا إذا قمنا من عند الأعمش أتينا ابن عيينة وقال يحيى بن سعيد: هو أحب إلي في الزهري من معمر وقال ابن مهدي: كان أعلم الناس بحديث أهل الحجاز وقال أبو حاتم الرازي (٧): الحجة على المسلمين الذين [يعتمد عليهم أربعة] (٨): مالك، وشعبة،


(١) الدارمي: ٤/ ٦٧.
(٢) طبقات: ٥/ ٤٩٧.
(٣) وزاد في التقريب: وله إحدى وتسعون سنة.
(٤) سئمت.
(٥) بياض في الأصل، وكذا ذكر يحيى بن سعيد: أن سفيان اختلط سنة (٩٧) فمن سمع من في هذا السنة وبعدها فسماعه لا شيء اهـ. تهذيب الكمال: ١١/ ١٩٦.
(٦) طبقات: ٥/ ٤٩٧.
(٧) الجرح: ٤/ ٢٢٥.
(٨) بياض في الأصل، والزيادة من عندنا ليستقيم المعنى والله أعلم بالصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>