للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: كان أول أمره متماسكًا ثم فسد بآخره وليس هو بشيء. قال (١): وسمعت أبي ذكره يومًا فذمه وكرهه وقال: إنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب، وأنكر أن يكون الليث سمع من ابن أبي ذئب. وقال أحمد بن صالح المصري. أخرج أبو صالح درجًا قد ذهب أعلاه ولم يدر حديث من هو فقيل له: هذا حديث ابن أبي ذئب فرواه عن الليث عن ابن أبي ذئب. قال لا أعلم أحدًا روى عن الليث عن ابن أبي ذئب إلا أبا صالح. وقال سعيد بن منصور عن أبي صالح: لم أسمع من الليث أي من لفظه إلا كتاب يحيى بن سعيد. وقال أبو حاتم (٢): سمعت ابن معين يقول: أقل أحوال أبي صالح أنه قرأ هذه الكتب على الليث، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إليه - يعني إلى الليث بهذا الدرج. وقال صالح بن محمد: كان ابن معين: يوثقه، وعندي أنه كان يكذب في الحديث. وقال ابن المديني: ضربت على حديثه وما أروي عنه شيئًا. وقال أحمد بن صالح: متهم ليس بشيء. وقال النسائي (٣) وليس بثقة. وقال سعيد البردعي: قلت لأبي زرعة (٤): أبو صالح كاتب الليث فضحك وقال: ذاك رجل حسن الحديث، قلت: أحمد يحمل عليه، قال: وشيء آخر سمعت عبد العزيز بن عمران يقول: قرأ علينا أبو صالح كتاب عقيل فإذا في أوله حدثني أبي عن جدي فإذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث، قلت: فأي شيء حاله في يحيى بن أيوب، ومعاوية بن صالح، والمشيخة، قال: كان يكتب لليث والله أعلم وفي نسخة: وأثنى عليه بدل والله أعلم. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت أبي ما لا أحصي. وقيل له: إن يحيى بن بكير يقول في أبي صالح، فقال: قل له: هل جئنا الليث قط إلا وأبو صالح عنده رجل كان يخرج معه إلى الأسفار وإلى الشريف وهو كاتبه فينكر على هذا أن يكون عنده ما ليس عند غيره. وقال إسماعيل سمويه عن أبي صالح: صحبت الليث عشرين سنة. قال النسائي: ولقد حدث أبو صالح عن نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر أن رسول الله قال: "إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين" الحديث بطوله موضوع. وقال البردعي: قلت لأبي زرعة (٥): رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن ابن لهيعة يعني منكرة فقال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به، وبلي به أبو صالح أيضًا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر، ليس له أصل وإنما هو من خالد بن نجيح. وكذا قال أحمد بن يحيى التستري عن أبي زرعة في حديث الفضائل وزاد: وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم وله غير هذا قلت لأبي زرعة: فمن رواه عن ابن أبي مريم، قال: هذا كذاب. قال التستري: وقد كان محمد بن الحارث العسكري حدثني به عن كاتب الليث وابن أبي مريم رواه الحاكم. وقال: قد شفي أبو زرعة في علة هذا الحديث. فكل ما أتى أبو صالح كان من أجل


(١) العلل: ٣/ ٢١٢.
(٢) الجرح: ٥/ ٨٧.
(٣) الضعفاء: ٣٣٤.
(٤) أبو زرعة الرازي: ٤٩٢.
(٥) أبو زرعة الرازي: ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>