للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمرقند على فرسخين منها وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. قال: فسمعته ليلة من الليالي يدعو: اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قال: فما تم الشهر حتى قبضه الله في سنة ست وخمسين ومائتين في شوال. قلت: مناقبه كثيرة جدًّا قد جمعتها في كتاب مفرد ولخصت مقاصده في آخر الكتاب الذي تكلمت فيه على تعاليق الجامع الصحيح ومن ذلك قال الحاكم: سمعت أبا الطيب يقول: سمعت ابن خزيمة يقول: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله ولا أحفظ له من البخاري. قال: وسمعت أبا عبد الله الحافظ - يعني: ابن الأخرم - يقول: سمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم. قال: وسئل أبو عبد الله - يعني: ابن الأخرم - عن حديث فقال: إن البخاري لم يخرجه فقال له السائل: قد خرجه مسلم فقال أبو عبد الله: إن البخاري كان أعلم من مسلم ومنك ومني وقال: ولما ورد البخاري نيسابور قال محمد بن يحيى الذهلي: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه، فذهب الناس إليه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى فتكلم فيه بعد ذلك. وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: رأيت العلماء بالحرمين والعراقين فما رأيت فيهم أجمع منه. قال الحاكم: وسمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت محمد بن نعيم يقول: سألت محمد بن إسماعيل لما وقع ما وقع من شأنه عن الإيمان فقال: قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. على هذا حييت وعليه أموت وأبعث إن شاء الله تعالى. وقال غنجار في تاريخ بخارى: قال له أبو عيسى الترمذي: قد جعلك محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الله زين هذه الأمة يا أبا عبد الله وقال في الجامع: لم أر في معنى العلل والرجال أعلم من محمد بن إسماعيل. وقال إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث اكتبوا عن هذا الشاب فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج الناس إليه لمعرفته بالحديث وفقهه. وقال حاشد بن عبد الله: سمعت المسندي يقول: محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إمامًا فاتهمه وقال أيضًا: رأيت محمد بن رافع، وعمرو بن زرارة عند محمد بن إسماعيل يسالانه عن علل الحديث فلما فأما قالا لمن حضر: لا تخدعوا عن أبي عبد الله فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر. وقال الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل له: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل ومسلم لم يكن يبلغه ورأيت أبا زرعة، وأبا حاتم يستمعان قوله وذكر له قصة محمد بن يحيى معه فقال: ما لمحمد بن يحيى ولمحمد بن إسماعيل كان محمد أمة من الأمم واعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، كان دينًا فاضلًا يحسن كل شيء. وقال ابن أبي حاتم (١): سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق. وقال محمد بن نصر المروزي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: من قال عني: إني قلت لفظي بالقرآن مخلوق ففد كذب وإنما قلت أفعال العباد مخلوقة. وقال أبو عمرو الخفاف: حدثنا التقي النقي العالم الذي لم أر مثله محمد بن إسماعيل وهو أعلم بالحديث من إسحاق، وأحمد، وغيرهما بعشرين درجة ومن قال فيه شيئًا فعليه مني ألف لعنة. وقال مسلمة في الصلة كان ثقة جليل القدر عالمًا بالحديث وكان يقول بخلق القرآن فأنكر ذلك عليه


(١) الجرح: ٧/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>