للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه على تكذيب الكديمي لاحتمال أن يكون هارون سمع من محمد بن القاسم ولم يحدث عنه. وقال محمد بن قريش المروروذي: دخلت على موسى بن هارون منصرفي من مجلس الكديمي فقال لي: ما الذي حدثكم الكديمي اليوم؟ فقلت: ثنا عن شاصويه بن عبيد يعني: بحديث مبارك اليمامة فقال موسى بن هارون: أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد فنقل هذا الكلام إلى الكديمي فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي فقال: بلغني أن هذا الشيخ تكلم فيّ ونسبني إلى أني حدثت عمن لم يخلق بعد وقد عقدت بيني وبينه عقدة لا نحلها إلّا بين يدي الملك الجبار قال: فانتهى الحبر إلى موسى فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلّا بخير، وقال عثمان بن جعفر العجلي (١): لما أملى الكديمي حديث شاصويه استعظمه الناس فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن فقالوا: دخلنا قرية يقال لها: الحردة (٢) فلقينا فيها شخصًا فسألناه: عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم قلنا: ما اسمك؟ قال: شاصويه فكتبنا عنه فأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه، وقد روى هذا الحديث ابن جميع في معجمه عن العباس بن محبوب، عن عثمان بن شاصويه، عن أبيه، عن جده. وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الضبي قال لأبي عبد الله بن يعقوب: قد أكثرت عن الكديمي فقال: سمعت الكديمي يومًا وبكى وقال: إلّا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلّا من رماني بالكذب في الحديث فإني خصمه بين يدي الله تعالى. وقال الدارقطني (٣): قال لي أبو بكر بن المطلب الهاشمي: كنا عند القاسم بن المطرز وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته فقام إليه محمد بن عبد الجبار، وكان قد أكثر عن الكديمي فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأ فأبى وقال: أنا أجاثية بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وأقول: إن هذا يكذب على رسولك وعلى العلماء. وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث. قال إسماعيل الخطبي: مات في نصف جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين وصلّى عليه يوسف القاضي. وما رأيت أكثر ناسًا من مجلسه وكان ثقة. قلت: قرأت بخط الذهبي هذا جهل عن إسماعيل الخطبي. وقال: قال الدارقطني: ما أحسن القول فيه إلّا من لم يخبر حاله. وقال ابن حبان (٤): كان يضع الحديث كان لعلّه قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث. وقال ابن عدي (٥): قد اتهم بالوضع وادعى الرواية عمن لم يرهم. ترك عامة مشائخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف. وأورد له ابن حبان، وابن عدي مناكير منها حديثه عن أبي نعيم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أكذب الناس الصباغون والصواغون". قال الذهبي لما ذكره: ومن افترى هذا على أبي نعيم يعني: أنه من أكذب الناس. قال ابن حبان: وهذا لا يعرف إلّا من حديث همام، عن فرقد السبخي، عن يزيد بن الشخير، عن أبي هريرة وفرقد ليس بشيء وله، عن روح بن عبادة، عن شعبة، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن ابن عمر مرفوعًا: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه". وقال ابن عدي: سمعت موسى ابن هارون يقول: تقرب الكديمي إلي بالكذب


(١) الثقات: ٤١٦.
(٢) الحردة بالكسر بلد بساحل بحر اليمن.
(٣) السهمي: ٧٤.
(٤) المجروحين: ٢/ ٣١٢.
(٥) الكامل: ٦/ ٢٩٢

<<  <  ج: ص:  >  >>