للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحميدي عن سفيان: سمعت رجلًا سأل جابرًا الجعفي، عن قوله ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ (١). قال: لم يجئ تأويلها بعد. قال سفيان: كذب. قلت: ما أراد بهذا؟ قال: الرافضة تقول إن عليًا في السماء لا يخرج من يخرج من ولده حتى ينادى من السماء اخرجوا مع فلان. يقول جابر: هذا تأويل هذا. وقال الحميدي أيضًا: سمعت رجلًا يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله: حدثني وصي الأوصياء، فقال سفيان: هذا أهونه. وقال شبابة، عن ورقاء، عن جابر: دخلت على أبي جعفر الباقر، فسقاني في قعب حسائي حفظت به أربعين ألف حديث. وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب النبي . وقال ابن سعد (٢): كان يدلس، وكان ضعيفًا جدًّا في رأيه وروايته. وقال العقيلي في الضعفاء (٣): كذبه سعيد بن جبير. وقال العجلي (٤): كان ضعيفًا يغلو في التشيع، وكان يدلس. وقال الساجي في الضعفاء: كذبه ابن عيينة. وقال الميموني: قلت لأحمد بن خداش: أكان جابر يكذب؟ قال: أي واللّه، وذاك في حديثه بين. وقال ابن قتيبة في كتابه (مشكل الحديث): كان جابر يؤمن بالرجعة وكان صاحب نيرنجات وشبه. وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثني أبي، عن جدي، قال: كنت آتيه في وقت ليس فيه فاكهة، ولا قثاء، ولا خيار، فيذهب إلى بسيتين له في داره، فيجيء بقثاءٍ وخيار، فيقول: كل فوالله ما زرعته. وقال أبو العرب الصقلي في الضعفاء: سئل شريك عن جابر، فقال: ماله العدل الرضي، ومد بها صوته. وقال أبو العرب: خالف شريك الناس في جابر. وقال الشعبي لجابر، ولداود بن يزيد: لو كان لي عليكما سلطان، ثم لم أجد إلا الإبر لشككتكما بها. وقال أبو بدر: كان جابر يهيج به مرة في السنة مرة (٥) فيهذي، ويخلط في الكلام، فلعل ما حكي عنه كان في ذلك الوقت. وخرج أبو عبيد في فضائل القرآن حديث الأشجعي، عن مسعر، ثنا جابر قبل أن يقع فيما وقع فيه. قال الأشجعي: ما كان من تغير عقله. وقال أبو أحمد الحاكم (٦): يؤمن بالرجعة اتهم بالكذب، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يركب عن الرواية عنهم. وقال ابن حبان (٧): كان سبائيًا من أصحاب عبد اللّه بن سبأ، وكان يقول: إن عليًا يرجع إلى الدنيا، فإن احتج محتج بأن شعبة والثوري رويا عنه. قلنا: الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء. وأما شعبة وغيره فرأوا عنده أشياء لم يصبروا عنها، وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التعجب. (وأخبرني) ابن فارس قال: ثنا محمد بن رافع قال: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون، ومعه كتاب زهير عن جابر الجعفي، فقلت له: يا أبا عبد اللّه تنهونا عن جابر وتكتبونه. قال: لنعرفه. وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: كان ابن مهدي والقطان لا يحدثان عن جابر بشيء، وكان أهل ذلك. وقال الأثرم: قلت لأحمد: كيف هو عندك؟ قال: ليس له حكم يضطر إليه، ويقول: سألت سألت، ولعله سأل، فقال أحمد


(١) سورة يوسف، الآية: ٨٠.
(٢) طبقات: ٦/ ٣٤٥.
(٣) الضعفاء: ١/ ١٣٥.
(٤) الثقات: ٩٣.
(٥) بكسر الميم بمعنى الصفراء خلط من الأخلاط الأربعة.
(٦) المعرفة: ٣/ ٣٦.
(٧) الثقات: ٤/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>