للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح الرواية متفقه. صائن لنفسه في الحديث والورع. وقال عبد الله بن أحمد (١)، عن أبيه: الحسن أثبت في الحديث من شريك. وقال إبراهيم بن الجنيد (٢)، عن يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال ابن أبي خيثمة، عن يحيى: ثقة. وكذا قال ابن أبي مريم عنه، وزاد: مستقيم الحديث. وقال الدوري (٣)، عن يحيى يكتب: رأى مالك، والأوزاعي، والحسن بن صالح هؤلاء ثقات. وقال عثمان الدارمي (٤)، عن يحيى الحسن، وعلي: ابنا صالح ثقتان مأمونان. وقال أبو زرعة (٥): اجتمع فيه اتقان، وفقه، وعبادة، وزهد. وقال أبو حاتم (٦) ثقة حافظ متقن. وقال النسائي: ثقة. وقال عبيد الله بن موسى: كنت أقرأ على علي بن صالح، فلما بلغت إلى قوله: ﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ﴾ (٧) سقط الحسن بن صالح يخور كما يخور الثور، فقام إليه علي فرفعه، ورش على وجهه الماء. وقال وكيع: ثنا الحسن، قيل: من الحسن؟ قال: الحسن بن صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير. وقال وكيع أيضًا: لا يبالي من رأى الحسن أن لا يرى الربيع بن خثيم. وقال يحيى بن بكير: قلنا للحسن بن صالح: صف لنا غسل الميت، فما قدر عليه من البكاء. وقال ابن الأصبهاني: سمعت عبدة بن سليمان يقول: إني أرى الله يستحيي أن يعذبه. قال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن صالح، وما كان دون الثوري في الورع والفقه. وقال ابن أبي الحسين: سمعت أبا غسان يقول: الحسن بن صالح خير من شريك من هنا إلى خراسان. وقال ابن نمير: كان أبو نعيم يقول: ما رأيت أحدًا إلا وقد غلط في شيء غير الحسن بن صالح. وقال أبو نعيم أيضًا: كتبت عن ثمانمائة محدث، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح. وقال ابن عدي: والحسن بن صالح قوم يحدثون عنه بنسخ، وقد رووا عنه أحاديث مستقيمة، ولم أجد له حديثًا منكرًا مجاوز المقدار، وهو عندي من أهل الصدق. قال وكيع: ولد سنة (١٠٠)، وقال أبو نعيم: مات سنة (١٦٩)، ذكره البخاري في كتاب الشهادات من الجامع. قلت: الذي في تاريخ أبي نعيم، وتواريخ البخاري، وكتاب الساجي، وتاريخ ابن قانع سنة سبع بتقديم السين على الباء، وكذا حكاه القراب في تاريخه، عن أبي زرعة، وعثمان بن أبي شيبة، وابن منيع وغيرهم. وقولهم: كان يرى السيف يعني: كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور، وهذا مذهب للسلف قديم، لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه، ففي وقعة الحرة، ووقعة ابن الأشعث، وغيرهما عظة لمن تدبر، وبمثل هذا الرأي لا يقدح في رجل قد ثبتت عدالته، واشتهر بالحفظ، والإتقان والورع التام. والحسن مع ذلك لم يخرج على أحد، وأما ترك الجمعة ففي جملة رأيه ذلك أن لا يصلي خلف فاسق، ولا يصحح ولاية الإمام الفاسق، فهذا ما يعتذر به عن الحسن، وإن كان الصواب خلافه، فهو إمام مجتهد. قال وكيع: كان الحسن وعلي ابنا صالح، وأمهما قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء، فكان كل واحد يقوم ثلثًا، فماتت أمهما فاقتسما الليل بينهما،


(١) العلل: ٢/ ٣٧٤.
(٢) سؤالات ابن الجنيد: ١١٦.
(٣) الدوري: ٢/ ١١٤.
(٤) الدارمي: ٢٤٧.
(٥) أبو زرعة الدمشقي: ٣٠١.
(٦) الجرح: ٣/ ١٨.
(٧) سورة مريم، الآية: ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>