قوله:{وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} أي: يهدون إلى شرائعنا، ويقال: يدعون إلى الإسلام، ومنه قوله تعالى:{وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} أي: تدعو وقوله: {وأن الله لا يهدي كيد الخائبين} أي: لا يمضيه ولا ينفذه ويقال: لا يصلحه وقوله: {حتى يبلغ الهدى محله} الهدي والهدي: لغتان وهو ما يهدي إلى بيت الله من نعم أو غيرها، والواحد: هدية وهدية.
وفي حديث فيه ذكر السنة:(هلك الهدى ومات الودى) أي: هلكت الإبل ويبست النخيل، والعرب تقول: كم هدي بني فلان: أي إبلهم.
وقال أبو بكر: سميت هديا، لأن منها ما يهدي إلى بيت الله فسميت بها، بما لحق بعضها كما قال:{فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب} أراد كان زنى الإماء فعلى الأمة منهن إذا زنت نصف ما عىل الحرة البكر إذا زنت كأن الأمة تجلد خمسين جلدة فذكر الله المحصنات وهو يريد الأبكار، لأن الإحصان يكون في أكثرهن فسمين ما يوجد في بعضهن، والمحصنة من الحرائر هي ذات الزوج يجب عليها إذا زنت الرجم، والرجم لا يتبعض فيكون على الأمة نصفه ما تكشف بهذا أن المحصنات يراد بهن الأبكار لو أولات أولو الأزواج وقال الفراء: أهل الحجاز وبنو أسد يخففون الهدي قال: وتميم: وسفلى قيس يثقلون الياء فيقولون: هدي، قال الشاعر: