وعلاجِها، فهم إن قَصَدُوا طِبَّ النفوسِ، فهذا ممكِنٌ؛ لمعرفةِ كثيرٍ مِن أحوالِ النَّفْسِ ممَّا ظهَرَ منها ودَقَّ، وقد أخبَرَ اللَّهُ في القرآن، والنبيُّ ﷺ في السُّنَّةِ، عن كثير من أَمْرِها ومَداخِلِها، وتصرُّفِها في صاحِبِها، وسياستِها، وطِبِّها وأدوائِها.
وإنَّما يبطل ما يُسمَّى بطِبِّ الأرواحِ؛ لخَفاءِ الرُّوح بذَاتِها، فضلًا عن العِلْمِ بها، فضلًا عن الحديثِ عن علاجِها؛ فإنَّ أهلَ الطبِّ يَعجِزونَ ويتعسَّرُ عليهم معرِفةُ كثير من بعض الأمراض البدنيَّةِ المحسوسة وتحديدُ علاجها؛ فكيف بشيءٍ أخفاه اللَّهُ عن الإنسانِ؟ ! والكتُبُ المصنَّفة في هذا الباب ككتُبِ الرُّوح والنَّفْس هي في بيانِ حَدِّ الرُّوح ومحاولة الوقوفِ على شيءٍ ممَّا ذُكِرَ عنها، وكلُّ ما ورَدَ في ذلك من غيرِ الوحي تكهُّنات، لا حُجَجٌ ولا بيِّنات.