للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: ١١٨]، وقولِهِ: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: ١٢١].

ثم أمَرَ اللهُ في الآيةِ بتقوَاه، وذَكَّرَ بأنه سريعُ الحساب، وقد يُعجِّل العقوبةَ وقد يؤجِّلُها إن لم يَعْفُ عن المُقصِّرِ.

* * *

قال تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٥)} [المائدة: ٥].

ذكَرَ الله حِل الطيباتِ هنا، مع ذِكرِهِ لها في هذه الآيةِ؛ لإظهارِ الامتِنان وبيانِ النِّعمةِ والتذكيرِ بشكرِها، وفيه تأكيد لِما سبَق مِن أهميةِ قرنِ سَعَةِ الحلالِ عندَ ذِكْرِ ضِيقِ الحرامِ؛ حتى لا تَستثقلَه النفوسُ.

وإنما ذكَرَ اللهُ وخَصَّ هنا ممَّا أحَلَّ: المطعوماتِ والمنكوحاتِ؛ لأنَّها أظهَر الطيباتِ وأكثرها حاجةً.

طعام أهلِ الكتابِ:

وقوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}؛ المرادُ: جميعُ طعامِهِم الذي يكونُ منهم مذبوحا أو مطبوخا على الوجهِ المشروع، ولو كان محرمًا على اليهودِ في دينِهم؛ كشحومِ الغنم والبقرِ وذواتِ الظُّفُرِ؛ فاللهُ حرَّمَها عليهم في دينهم: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} [الأنعام: ١٤٦]، وهذا -وإن لم يكنْ طعاما لهم في دينهم- فإنه طعام حلالٌ لنا ولو تَسَبَّبُوا هم فيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>