ثم إنَّ الحسنَ والحُسَيْنَ مِن ولدِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن بنتِه؛ وهذا جائزُ النسبةِ صحيحٌ، ولكنَّه ليس بالعُرْفِ ولا بالوضعِ عندَ العرب، فالأصلُ عندَهم والعُرْفُ فيهم الانتسابُ إلى الأب، وأمَّا إلى الأمِّ وأبيها، فيكونُ تشريفًا وتعريفًا، مع صحَّتِهِ حقيقةً؛ لوجودِ معنى الولادةِ.
ويدخُلُ على كونِ انتسابِ الحسنِ والحسينِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تشريفًا: أنَّ النسبَ عندَ حكايةِ العربِ والسلفِ في الصدرِ الأوَّلِ يَنتهي إلى المعرَّفِ والمشرَّفِ به؛ فيُقالُ: الحسنُ بن محمَّدٍ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ويُنتهى إلى ذلك، وعندَ إرادةِ وصلِه يُرجَعُ به إلى الأبِ؛ فيُقالُ:"الحسنُ بن عليِّ بنِ أبي طالبِ بنِ عبد المطَّلبِ".