للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمِنَ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ على معنى الصلاةِ، وهنا خَصَّصَهُ عامَّةُ السلفِ على الركعتَيْنِ بعدَ المغرِبِ، وبهذا حمَلَهُ الصحابةُ والتابعونَ؛ كعمرَ وعليٍّ وابنِ عبَّاسٍ والحسنِ وأبي هريرةَ وأبي أُمامةَ ومجاهِدٍ والشَّعْبيِّ وعِكْرِمةَ والنَّخَعيِّ وغيرِهم (١).

وكان الأوزاعيُّ يقولُ: "الركعتانِ بعدَ المَغْرِبِ في كتابِ اللَّهِ"، ويذكُرُ قولَه: ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ (٢).

إلَّا أنَّ ابنَ زيدٍ يَرَى أنَّها النوافلُ خلفَ الفرائضِ (٣)، ولم يُوافِقْهُ على ذلك كبِيرُ أحدٍ؛ حتى إنَّ ابنَ جريرٍ قال: "ولولا ما ذكَرْتُ مِن إجماعِها عليه، لَرَأَيْتُ أنَّ القولَ في ذلك ما قالهُ ابنُ زيدٍ" (٤).

المعنى الثالث: أنَّ المرادَ بالتسبيحِ أدبارَ السجودِ: هو التسبيحُ في السجودِ، وقد ذكَرَهُ الجَصَّاصُ (٥)؛ وهو قولٌ غريبٌ شاذٌّ.

* * *


(١) ينظر: "تفسير الطبري" (٢١/ ٤٦٩ - ٤٧٢)، و"تفسير القرطبي" (١٩/ ٤٦٢)، و"تفسير ابن كثير" (٧/ ٤١٠).
(٢) "تفسير الطبري" (٢١/ ٤٧٢).
(٣) السابق (٢١/ ٤٧٣).
(٤) السابق (٢١/ ٤٧٣).
(٥) "أحكام القرآن" للجصاص (٥/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>