وأيضاً العمل بالسنة فيه عصمة من الوقوع في البدعة، يقول أبو محمد عبد الله بن منازل رحمه الله: لم يضيع أحد فريضة من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السنن، ولم يُبتل بتضييع السنن أحد إلا يوشك أن يُبتلى بالبدع.
فهذا هو تدرج الشيطان بالإنسان؛ إذا ضيع فريضة لابد أن يُبتلى بتضييع السنة؛ لأنه إذا هانت عليه الفريضة فأولى أن تهون عليه السنة، فلم يضيع أحد فريضة من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السنن، ولم يُبتل بتضييع السن أحد إلا يوشك أن يُبتلى بالبدع؛ ولذلك قال بعض السلف:(الاعتصام بالسنة نجاة)، يعني: النجاة من كل ما يعيقك عن الله سبحانه وتعالى وبالذات البدع.
ولذلك نجد البدع تفشو في المجتمعات التي لا ينتشر فيها نور السنة، فلم تر جاهراً بالسنة ولا داعياً إليها ولا حاثاً على امتثالها، ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما:(ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة؛ حتى تحيا البدع وتموت السنن).