أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت، وأن الحل الحقيقي -بجانب الالتزام بالشرع في هذه الأشياء كلها- لهذه الظاهرة أن تنكمش، وأن تعود إلى الحجم الذي كانت عليه، وعلينا أن نعلم أن هناك مساً جنياً، لكن ليس كل الحالات تعتبر مساً، فقد تكون ناتجة عن وهم، أو حالات هستيريا، أو خيال يسيطر على الإنسان، أو نتيجة عن حفظ الأدوار وإتقان تمثيلها احتيالاً؛ فينبغي دلالة هؤلاء الناس على الطريق الصحيح.
ونختم الكلام بهذه الموعظة لبعض الشعراء نهديها إلى هذه الفئة من المعالجين الذين تعدوا وتخطوا حدود الله سبحانه وتعالى وشوهوا وجه الحق: القلب ينشط للقبيح وكم ينام عن الحسن يا نفس ويحك ما الذي يرضيك في دنيا العفن أولى بنا سفح الدموع وأن يجلببنا الحزن أولى بنا أن نرعوي أولى بنا لبس الكفن أولى بنا قتل الهوى فالصدر أصبح كالوهن فأمامنا سفر بعيد بعده يأتي السكن إما إلى نار الجحيم أو الجنان جنان عدن أقسمت ما هذه الحياة بها المقام أو الوطن فلم التلون والخداع؟! لم الدخول على الفتن يكفي مصانعة الرعاع مع التقلب في المحن تباً لهم من معشر ألفوا معاقرة الفتن تباً لهم فعلاجهم قد لطخ الوجه الحسن تباً لمن باع الجنان لأجل خضراء الدمن أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.