الأمر الثالث الذي نستخلصه مما مضى: بطلان الفكرة الضالة الداعية إلى التقريب بين الأديان السماوية، فهذه الدعاوى الخبيثة قد تورّط فيها بعض الجهلة من المسلمين، ففكرة التقريب بين الأديان ليست دعوة حق، وإنما هي دعوة خبيثة كي يتنازل المسلمون عن دينهم، ولا يمكن أن نتنازل عن ديننا ولا عن أية جزئية منه، فهو أمانة الله سبحانه وتعالى، فينبغي أن نحافظ عليه، فيكف نقول بالتقريب يبن الأديان السماوية، ونحن نؤمن أنه لا توجد أديان سماوية، وإنما هناك دين سماوي واحد وهو الإسلام؟! فمحاولة التوفيق بين الإسلام وغيره من الأديان إنما هي محاولة للتوفيق بين الحق والباطل، وبين الكفر والإيمان، وبين دين أنزله الله وحفظه وهو الإسلام، وبين دين أنزله الله لكن طرأ عليه التحريف والتغيير والتبديل، كاليهودية والنصرانية.
فإذا كان الدين عند الله واحداً كما سبق أن بينا، فكيف يصح أن ندعو إلى التقريب بين الشيء ونفسه؟! فالدين كله واحد، ونحن لا نحتاج إلى دعوة للتقريب.