وإذا كان من الوظائف الأساسية للرسول صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس، كما قال الله عنه:{وَيُزَكِّيهِمْ}[البقرة:١٢٩] فإنه عليه الصلاة والسلام بين أيضاً أن من مقاصد بعثته الأساسية ما شرحه وفسره بقوله: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)، فهذا من المقاصد الرئيسية لبعثة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وقد بين صلى الله عليه وسلم أن الإنسان مهما كان فيه من العيوب فبفضل الله سبحانه وتعالى وبمجاهدة النفس وبالاستهداء بنور الوحيين، فإنه يستطيع أن يتغير إلى أكمل صورة؛ وباب الفضائل مفتوح على مصراعيه، وكل من عنده همة وعزيمة على أن يلجه فإنه يستطيع أن يلجه، ولن يكبله أحد، وفي ذلك يقول الشاعر: إذا أعجبتك خصال امرئٍ فكنه يكن منك ما يعجبك فليس لدى المجد والمكرما ت إذا جئتها حاجب يحجبك يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه) يعني: أنه مهما كان عند الإنسان صعوبة في أخلاقه أو في طباعه، وهو غير راضٍ عنها، فإنه يستطيع بالاستعانة بالله سبحانه وبالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فعليه أن يغيرها إلى أحسن الأخلاق؛ وبالتالي ينال أعلى الدرجات؛ فإن العبد ينال بحسن الخلق ما لا يناله بالعبادة والصيام والقيام.