المصدر الثاني: السنة النبوية التي حوت مادة غزيرة من أساليب الدعوة، خاصة إذا ضممنا إليها السيرة الصحيحة، فمن عرف ذلك استفاد كيف يتصرف فيما يلاقيه من مواقف؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأيضاً سيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ لأنهم كانوا أعلم من غيرهم بفقه الدعوة إلى الله عز وجل، ولما اختصهم الله به من الفضائل العظيمة.
وكذلك استنباطات الفقهاء من الأدلة الشرعية، كما في أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد والدعوة.
وكذلك التجارب التي يمر بها الإنسان وتمر بها الدعوات ينبغي الاستفادة منها، وذلك يكون في الأمور الاجتهادية، فقد قال عليه الصلاة والسلام:(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، سواء كانت تجارب خاصة للشخص نفسه أم تجارب للآخرين.
ولا يصح التمسك بالمذهبية في الدعوة؛ لأن المنهج الصحيح في الدعوة هو الذي يتلقى من المصادر السابقة التي أشرنا إليها، والمسلم مطالب بأن يتمسك بما يقضي به دينه.