هذه القضية تتناول بطرق شتى، فنحن نسمع ونقرأ في كثير من المباحث هذه الأيام ومن قبل هذه الأيام، في بلادنا وفي غير بلادنا أن كثيراً من الناس يشتكون من التلفاز وأثره على الأخلاق وغير ذلك، لكن أغلب هؤلاء الذين يتباكون من التلفاز ومشاكله في بعض البلاد التي مازال فيها ما يسمى بالوطنية يتباكون على الوطنية والقيم الوطنية، وأحياناً يتباكون على اللغة القومية، وبعضهم يحذر من خطورة الاستهلاك الاقتصادي، وهذا في الحقيقة تناول علماني لهذه القضية الخطيرة، فهو يركز على مخاطرها على الدنيا دون أن يعطيها حجمها الحقيقي وهو خطرها على الدين، فبدل أن تكون القضية قضية حلال وحرام، وصلاح وفساد، وكفر وإيمان، وولاء وبراء، تصير القضية عندهم اللغة والقومية، والتقاليد القومية والوطنية، والهوية القومية، وغير ذلك من الاعتبارات التي تظهر التناول العلماني للقضية.