إن الكتب المؤلفة ليست كتباً معصومة، فنضطر أحياناً في بعض الفروع أو بعض العلوم أن نختار المتيسر من الكتب ونحاول علاجه ونحن ندرسه، فننبه إلى الأخطاء الموجودة في كل كتاب حتى يكون الإنسان منها على بينة، لأنه لا يوجد كتاب معصوم بعد كلام الله عز وجل وبعد القرآن الكريم، بل أحياناً يضطر الإنسان للقراءة في كتب بعض المبتدعة ممن يكون قد فتح عليه في هذا الباب، فنستفيد منه ونحذر من ضلاله أو بدعته التي ابتدعها أو التقصير الذي وجد في كتابه؛ لأنه لم يوجد بديل نقي خالص نعتمد عليه.
وليس بشرط أن يكون الكتاب الذي تأخذه كتاباً معيناً، بل يمكن أن أي كتاب يصلح أن يكون بديلاً مع خلاف في المبدأ، فلا تتكلف شراء كتاب جديد وعندك نفس الكتاب مع خلاف في المبدأ، وإن اختلف معه في الأسلوب، فننبه إلى أنه قد توجد مآخذ في بعض هذه الكتب نحاول التنبيه عليها ما استطعنا، وإن لم ننبه فينبغي أن ينتبه الإنسان إلى أن هذه الكتب ليست معصومة وليست معتمدة كلها، بل لا يكاد يخلو كتاب من مؤاخذة.
وكذلك حينما نجيب على
السؤال
لمن تقرأ؟ فإننا إذا استقصينا كل أنواع أو أسماء المؤلفين والعلماء في القديم وفي الحاضر فهم آلاف وآلاف من العلماء جزاهم الله خيراً، وحينها سنضطر إلى الاقتصار على أسماء بعض المؤلفين وليس كلهم، فلا يعتبر أحد أن عدم ذكر أسماء بعض المؤلفين يتعمد لسبب الأخذ، وإنما المسألة أننا لابد من أن نقتصر على بعض منهم دون بعضهم الآخر؛ لأنهم لا يحصون كثرة.