أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من أدركه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف فقال:(من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف)؛ فلذلك يستحب حفظ العشر الآيات الأول على الأقل من سورة الكهف حتى إذا ابتلي الإنسان بفتنة الدجال فإذا قرأها عليه يعصمه الله من فتنته، يقول عليه الصلاة والسلام:(وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف).
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة:(من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال)، وجاء في بعضها:(من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف)، وفي بعضها:(من آخر سورة الكهف)، فلماذا قراءة فواتح سورة الكهف أو خواتمها بالذات تكون أماناً من المسيح الدجال؟ قال بعض العلماء: لأن الله أخبر في طليعة هذه السورة أن الله أمن أولئك الفتية من الجبار الطاغية الذي كان يريد إهلاكهم، فناسب أن من قرأ هذه الآيات وحاله كحالهم أن ينجيه الله كما أنجى الفتية أصحاب الكهف، وقيل: لأن في أولها من العجائب والآيات ما تثبت قلب من قرأها بحيث لا يفتن بـ الدجال ولا يستغرب بما جاء به الدجال، ولا يؤثر فيه دجله.
ومما يعصم المسلم من فتنة الدجال أن يلجأ إلى أحد الحرمين الشريفين مكة أو المدينة، فإن الدجال محرم عليه دخولهما، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام كيف سيواجه ذلك الرجل الصالح الدجال، ويصدع في وجهه بالحق كما سبق في الأحاديث.
ومما ينجي العبد من الدجال الالتجاء إلى الله، والاحتماء به منه ومن فتنته، تقول عائشة رضي الله عنها -كما في صحيح البخاري -: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال).
وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ دائماً بعد التشهد من فتنة الدجال فيقول:(اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال) حتى إن بعض العلماء يوجب ذلك، وأكثرهم يقول: ليس واجباً، ولكنه مستحب بدليل قوله:(ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه)، واستدل من يقول بوجوبه بأنه أمر بذلك (فليستعذ بالله)، وابن حزم رحمه الله يبطل صلاة من لم يتعوذ بالله من هذه الأربع.