وقال عبد الله بن الحسن: كانت لي جارية رومية وضيئة، وكنت بها معجباً، فكانت في بعض الليالي نائمة إلى جنبي، فانتبهت فالتمستها فلم أجدها، فقمت أطلبها فإذا هي ساجدة، وهي تقول: بحبك لي -يعني: أتوسل إليك بحبك أنت لي، وهي امرأة على الفطرة- قالت: بحبك لي إلا ما غفرت لي ذنوبي.
أي: أسألك بحبك لي أن تغفر لي ذنوبي.
تناشد الله عز وجل المغفرة، وتتوسل بحبه هو لها، فقلت لها: لا تقولي: بحبك لي، ولكن قولي: بحبي لك.
وهذا توسل بالعمل الصالح، فتتوسل بعملك أنت، فإن كنت تحب الله تقول: اللهم! إني أسألك بحبي لك، وهذا جائز ومشروع؛ لأنه من الأعمال الصالحة التي يجوز التوسل بها، قال: فقلت لها: لا تقولي: بحبك لي، ولكن قولي: بحبي لك.
فقالت: لا يا مولاي، بحبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وبحبه لي أيقظ عيني وكثير من خلقه نيام.