الرفق يتضمن عدة معان، وكل ما فيه مادة رفق فهو يدل على موافقة ومقاربة بلا عنف، فالرفق خلاف العنف، وضد العنف، والرفق لين الجانب، أرفق بي، وترفق، ورفق، وفيه رفق، أي: هو لين الجانب، لطيف القول والفعل، واسترفقته فأرفقني بكذا، يعني: نصحني بكذا، وارتفقت به أي: انتفعت، مثل المرافق، سميت بذلك لأننا ننتفع بها، الارتفاق الانتفاع؛ لأن الرفق يؤدي إلى المنفعة، والرفق ما استعين به، واللطف هو الرفق أيضاً، رفق به وعليه رفقاً ومرفقاً، والرفيق ضد الأخرق، ورفق فلان أي: نفعه، يقال: الله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل، والرفق لين الجانب وهو خلاف العنف.
إذاً: خلاصة الكلام في تعريف اللغة والمعاني اللغوية لمادة الرفق: أن الرفق نفع الآخرين، والرحمة والرأفة بهم، والأخذ بالأيسر والأسهل، وعدم التشديد ولين الجانب، واللطف بالقول والفعل، والرفق ضد العنف وضد الخرق.
وحينما نطبق معنى الرفق على هذا البحث نقول: إن الرفق بالمتعلم وبالذي نربيه هو: إرادة نفع المتعلم ومعاملته بالسهولة وعدم التشديد عليه في مادة الدراسة وأعمالها، بحيث لا يحمله المربي ما يشق عليه، ويكون رحيماً به، لين الجانب، لطيف القول والفعل معه، ولا يوقع العقوبة عليه ابتداءً، ولا يكون عنيفاً في التأديب بل في حالة وسط بين العنف وبين الضعف متحملاً ما يصدر من المتعلم برحابة صدر وصبر، غير مكترث لعتابه.