ومن المؤسف أن هناك مقالة لـ فهمي هويدي -هداه الله- في الثالث عشر من مارس عام (٢٠٠١م) في (قضايا وآراء) في صحيفة الأهرام تقريباً، ففي الفقرة الثالثة يقول: يكاد المرء يجد تشابهاً بين مشهد جموع الوهابيين وهم يوارون الأضرحة والقبور والأشجار التي كان يتبرك بها المسلمون في نجد وبين محاولة تحطيم التماثيل البوذية في أفغانستان الآن، فالأولون اعتبروا الأضرحة والأشجار من أمور الشرك باعتبار أن المسلمين كانوا يتوسلون بها إلى الله، والآخرون اعتبروا التماثيل أصناماً من رموز الشرك أيضاً.
فهو يتكلم بغضب بأن ما يجري في أفغانستان هو حلقة في مسلسل بدأ في الجزيرة العربية قبل أكثر من قرن ونصف قرن من الزمان، وليس هذا فحسب، بل يقول: إن هناك تشابهاً بين الفكر الطالباني وبين الفكر السلفي الشائع.
وللأسف هذا كلام غير صحيح.
وأقول: السلفية ليست فكراً، بل هي منهج ملزم لكل مسلم، فالسلفية ليست جماعة ولا تنظيماً ولا حزباً، السلفية هي منهج لفهم الإسلام -القرآن والسنة- بفهم السلف، فما يزعمه هذا الصحفي من أن هناك تشابهاً بين السلفيين والطالبان غير صحيح، بل أوجه الاختلاف كبيرة جداً، ولأول مرة يتفق -تقريباً- السلفيون مع الطالبان في هذه القضية، وقد رحب بها السلفيون وعلماؤهم في كل مكان، ففي هذه الجزئية فكر مركب، لكن ما عدا ذلك فالمؤاخذات كثيرة جداً، وليس الموضوع مناسباً لأن نتكلم بالتفصيل.
والذي ذهبوا إلى أفغانستان أيام الحرب والجهاد يعرفون الفرق الشاسع بين الأفغان جملة والاتجاه السلفي، فالفروق شديدة جداً في موضوع المذهبية والتعصب للمذهب الحنفي، وموضوع الأضرحة ونحو ذلك، فهم هدوا التمثالين لكن هناك أضرحة تعبد من دون الله، وهناك شركيات معروفة؛ فهذا نوع من الدجل الصحفي أن هناك نوعاً من التوافق بين الاتجاهين، فهذا من مجازفاته، ولن ننشغل بالرد عليه، ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى الهداية لنا ولسائر المسلمين، ونكتفي بهذا القدر.