ذهب البعض إلى أن كل ما تعارفه الناس من ألفاظ الاستئذان يقوم مقام اللفظ المأثور، فإن الأعراف أحياناً تتغير، كما قال ابن عطية: لكل قوم في الاستئذان عرفهم في العبارة، فقد روى أبو بكر بن الخطيب بسنده عن أبي الملك مولى أم مسكين بنت عاصم بن عمر بن الخطاب قال: أرسلتني مولاتي إلى أبي هريرة رضي الله عنه، فجاء معي، فلما قام بالباب قال: أنذر؟ قالت: أنذرون.
(أنذر) كلمة فارسية في الاستئذان معناها: أأدخل؟ وأنذرون يعني: ادخل، وهي كلمة الإذن.
فالشاهد: أنّ بعض العلماء استدل بهذا الأثر على جواز استعمال ما تعارف عليه الناس، وهذا ذكرناه لمجرد الإحاطة بما قيل في هذه المسألة، وإلاّ فإن السنة قد فسرت الآية بطريقة واضحة وصريحة، وقد نص بعض المالكية على كراهة الاستئذان بالذكر؛ لما فيه من جعل اسم الله تعالى آلة.
أي: مثل قول بعض الناس: سبحان الله، أو: لا إله إلا الله، أو: يا ساتر! مع أنّ اسم (ساتر) ليس من الأسماء الحسنى، وإنما الذي في الأحاديث هو (ستّير) قال في الفواكه الدواني: وما يفعله بعض الناس في الاستئذان بنحو سبحان الله، ولا إله إلا الله، فهو بدعة مذمومة؛ لما فيه من إساءة الأدب مع الله تعالى في استعمال اسمه في الاستئذان.
فهذه أشياء ينبغي أن توضح للناس؛ لأن الناس يفعلونها بنية حسنة، فيحتاجون إلى من يعلمهم، فتجد بعض الناس مثلاً يكتبون على مقبض باب البيت:{اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[النور:٣٥]، أو:(سبحان الله)، أو:(بسم الله) وهذا امتهان لاسم الله، أو تجد بعضهم يأتي بصينية، ويقدم عليها المشروبات، ويكون قد كُتب عليها ذكر، أو نقشت عليها صورة الكعبة، فلا ينبغي أن تمتهن مثل هذه الأمور، ويجب الحذر من مثل هذا، فاسم الله، وما فيه ذكر الله لا يجوز أن يمتهن.