الاعتذار له طريقتان دل عليهما القرآن الكريم: الطريقة الأولى: أن يكون الاعتذار صريحاً، وذلك بأن تقول:(ارجعوا).
والطريقة الثانية: أن يكون الاعتذار ضمنياً.
ويكون ذلك بعدم الرد، والناس قد تضطر في هذا الزمان إلى هذا النوع من الاعتذار الذي أبيح في القرآن الكريم؛ لقصور إدراك كثير من الناس عن فهم هذه الآداب الشرعية، فلو قيل له: ارجع، فقد يؤدي ذلك إلى بعض المصادمات، فيسكت دفعاً لتلك المفسدة، ومن الناحية التربوية نجد أن سكوت صاحب البيت أهون من أن يرسل الطفل ويقول له: أخبره أن أبي غير موجود، فيقول الطفل: يقول لك أبي: إنه غير موجود! فلا يستطيع أن يضبط الكلام، ولا يعرف الغرض من كلامك وهذا يؤدي إلى تحطيم أهم خلق ينبغي أن يغرس في الأطفال، وهو خلق الصدق، ويغرس أسوأ خلق ينبغي أن ينزه عنه الأطفال، وهو خلق الكذب، ومن الذي يعلمه هذه الخصلة؟ إنّه أبوه القدوة الذي يحطم عنده هذه القدوة، ويلقنه الكذب بدرس عملي، فمهما كلمه بعد ذلك عن الصدق وأهميته فإنه لا يتأثر، فاحتياطاً لتربية الأطفال ينبغي أن يقول لمن أراد أن يستأذن: ارجع، أو يسكت ولا يتكلم، وهذا هو الغالب في هذا الزمان أنه لا يتكلم؛ حماية للأطفال من أن يلقنوا الكذب منذ نعومة أظفارهم.
إنّ عدم فهم حقيقة الاستئذان التي ذكرناها سابقاً كان سبباً في إلحاح بعض الناس في الاستئذان، والانتظار أمام الأبواب، وأعرف بعض الناس يدق الجرس حتى يحترق الجرس أحياناً! وفي بعض الأوقات صاحب البيت ينزع الكهرباء عن الجرس؛ حتى لا يحترق الجرس، فإذا انتهى الجرس فإنه يضرب الباب بيديه ورجليه، ويقول للذي معه: أنا متأكد أنه في الداخل، أنا سمعت صوته، فمثل هذا لم يفقه معنى الاستئذان.