الإسلام يرفض دين العلماني، لأنه أيضاً لا يقبل التعايش مع الإسلام كما أنزله الله تبارك وتعالى, وقد يقبل ويسمح له ببعض النوافذ كما يتعامل مع السموم والمخدرات، فيصبح شيئاً مباحاً في المجتمع كأي شيء من الأشياء التي تباح في بعض الحالات؛ فتقبل العلمانية الدين بشرط أن يكون عقيدة نائمة محبوسة بين جدران القفص الصدري للإنسان، وبين جدران المساجد، لكن لا يصطبغ بها المجتمع، ولا يكون لها سلطان عليه، وإن اعترفت العلمانية لله سبحانه وتعالى بالخلق فإنها لا تعترف له بالأمر، والله تعالى يقول:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}[الأعراف:٥٤].
ولا تقبل العلمانية هذه العقيدة الكامنة في النفس، والنائمة في الضمير, كأساس للانتماء والولاء والبراء، والحب والبغض, والاحتكام إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل تقبلها عبادة ونسكاًَ, على أن تكون أمراً موكولاً إلى الأفراد, لا أن ترعاه الدولة، وتحاسب الناس عليه, وتقبله أخلاقاً وآداباً، ولكن فيما لا يمس التيار العام المقلد للغرب.