قوله:(قلت: أنت رسول الله؟ قال: أنا رسول الله)، ثم قال له صلى الله عليه وسلم:(أنا رسول الله الذي إن أصابك ضر)، ولفظ (الذي) يعود إلى الله سبحانه وتعالى، وقوله:(ضُر) أو (ضَر) يجوز بالضم وبالفتح، (فدعوتَه) أي: دعوت الله سبحانه وتعالى الذي أرسلني.
(أو أتيتني لأدعو لك) بالشفاعة أو بوسيلة الدعاء كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}[النساء:٦٤] فإما دعوت الله بنفسك أو بوسيلتي بأن أدعو أنا لك.
قوله:(كشفه) أي: أزال الله ذلك الضر عنك.
قوله:(وإن أصابك عام سنة) السنة: هي القحط، إذ لا مطر فيها، والجدباء التي لا تنبت الأرض فيها شيئاً، وقوله:(أنبتها لك) أي: صورها ذات نبات لك.
قوله:(وإذا كنت بأرضٍ قفر أو فلاة) وفي رواية أخرى بالإضافة: (وإذا كنت بأرضِ قفر أو فلاة) يعني: فلاة أو صحراء خالية من الماء والشجر، وقوله:(أو فلاة) وهي المفازة المهلكة البعيدة عن العمران، وتكون محفوفة بالمخاطر.
قوله:(فضلت راحلتك) أي: فحادت ومالت عن الطريق، أو غابت عنك، وهو الأظهر، لقوله:(فدعوتَه ردها عليك) بأن غابت عنك فدعوته ردها عليك بعد أن غابت عنك وافتقدتها.