الوقاية من الاضطرابات النفسية أفضل من العلاج؛ لأن العلاج إما ميئوس منه، وإما نسبة النجاح فيه قليلة، وبالتالي فالوقاية تكون بأن ينشأ الطفل سوياً نفسياً من الصغر، وهذا أعظم أسلوب للتعامل مع الاضطرابات النفسية التي قد تحصل إذا حصل خلل في هذا الأمر.
فنحن بدلاً من البحث عن حل للمشاكل عند الأطفال نفر من مواجهة ذلك، فمرة نقول: محسود، ومرة: مصروع عليه جن، أو مسحور؛ وهذا كله هروب.
فنحن بجانب الأذكار الشرعية والرقية، نراجع أنفسنا ونقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تربيته ومعاملته للأطفال؛ فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي أشار إليه الله سبحانه وتعالى في قوله:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:٢١]، أي في كل مجال من مجالات الحياة فهو أب وابن وقائد وزعيم.
وفي قصة الصحابي الذي أدبه النبي عليه الصلاة والسلام في أحد المواقف، فقال:(فوالله ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو المعلم الأول، والنموذج الأكمل لكل البشرية.
أكرر: أخطر مراحل التربية هي التي تحظى عندنا بأكبر قدر من اللامبالاة التربوية، وأكرر أيضاً: إن اللامبالاة لا تعني عدم التربية، لأنه لا يمكن أن تتوقف التربية، وسلبيتك في حد ذاتها أو هروبك هو نوع من التربية التي سوف تنعكس على هذا الطفل.