يقول أحدهم: وهو يتكلم بمنتهى الجزم والقطع والحث: المسلمون عندما دخلوا مصر مع عمرو بن العاص لم يطمسوا التماثيل -وانظر إلى الكلام المحرف-، كان منهم عشرات من الصحابة، كان فيهم البدريون والأنصار وحفاظ القرآن، ومنهم الرجل الذي بثلاثة آلاف ولم يطمسوا تمثالاً قط.
وسنجيب بالدليل عليه، ونقول له: بل العكس، فمتى رأوا تمثالاً أو وثناً استطاعوا هدمه هدموه، فأثبت أنت العكس! فعندنا نحن الأسانيد وقد ذكرناها، أما هو فلم يأت بدليل.
وهذا الدكتور قال كلاماً، فمن ضمن الكلام أنه بعدما قال إن الصحابة دخلوا مصر ولم يطمسوا تمثالاً قط قال: لم يطمسوا تمثالاً قط، إنما كان الذي طمس التماثيل هم النصارى الذين دخلوا مصر، فوجدوا الفراعنة قد صنعوا تماثيل، ومن زار منطقة الصعيد والأقصر -خاصة- فهناك معابد مصرية قديمة فيها التمثال بصورته الأصلية، وفيها التمثال مطموساً وجهه ومرسوماً عليه الصليب؛ لأن النصارى لما دخلوا رأوا أن هذه التماثيل تناقض عقيدتهم فطمسوها.
وهذا شيء يخجل، فهو الذي قال هذا الكلام بالحرف، ويقول: لأن النصارى لما دخلوا رأوا أن هذه التماثيل تناقض عقيدتهم فطمسوها.
مع أنه واضح أن هؤلاء النصارى لم يكونوا على الدين الحق؛ لأن النصارى عباد صلبان، ومع ذلك كيف يقال: رأوا التماثيل تناقض عقيدتهم فطمسوها؟! يقول: وبعض التماثيل مطموس منها الوجه الفرعوني ومركب عليه وجه الإسكندر الأكبر؛ لأن هؤلاء من أتباع الإسكندر فصنعوا هذا، ففكرة تدمير ما كان سابقاً فكرة غير إسلامية، أي: فكرة صنعها غير المسلمين.
ونقول: بل أمر بها الله، وصنعها رسوله عليه الصلاة والسلام، وصنعها إبراهيم ونوح وأنبياء الله أجمعين.
وإذا أردتم التدليس فهاتوا القضية مجتمعة لنناقش، فالقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.