وعن عبد الله بن قيس أبي أمية الغفاري قال: كنا في غزاة لنا فحضر العدو، فصيح في الناس فهم يثوبون إلى مصافهم، إذا رجل أمامي رأس فرسي عند عجز فرسه، وهو يخاطب نفسه ويقول: أي نفس! ألم أشهد مشهد كذا وكذا فقلت لي: أهلك وعيالك! فأطعتك ورجعت، ألم أشهد مشهد كذا وكذا فقلت لي: أهلك وعيالك! فأطعتك ورجعت، والله لأعرضنك اليوم على الله أخذك أو تركك، فقلت: لأرمقن هذا الرجل أنظر كيف يفعل.
فرمقته، فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم، ثم إن العدو حمل على الناس فانكشفوا، فكان في حماتهم، ثم إن الناس حملوا فكان في أوائلهم، ثم حمل العدو وانكشف الناس فكان في حماتهم، قال: فوالله ما زال ذلك دأبه حتى رأيته صريعاً، فعددت به وبدابته أكثر من ستين طعنة.