عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة! يعني: يشكو من حال الناس أنهم لا يشكرون الله سبحانه وتعالى على النعم.
قال: وخلفنا رجل على رأسه كساء، فقال: ولا أمير المؤمنين؟ فقلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هنا، وإنما هو رجل من الناس؟! قال: فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، فإن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا.
أي: لكم رخصة بأن تحلفوا حتى على الكذب.
قال: فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل فقال: هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين ولا تحتج له، قال: فقلت: وما ذاك؟ قال: ذكرتم شكر النعم فقلتم: ما أحد يقوم بشكر النعمة، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين؟ فقلت: أمير المؤمنين رجل من الناس، فقلت: لم يكن ذلك، قال: آلله، قلت: آلله، قال: فأمر بذلك الرجل الساعي -لأنه يعرف أن هؤلاء صالحون لا يكذبون- فضرب سبعين سوطاً، يقول: فخرجت وهو متلوث بدمه فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة تكذب، قلت: سبعين سوطاً في ظهرك خير من دم مؤمن، قال ابن جابر: فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس يتلفت ويقول: احذروا صاحب الكساء!