الأمر الخامس: في التمثيل المزاح والإضحاك بالكذب المتوعد عليه في الحديث: (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له) فيظن أنه بطل، فيضحك الناس، وأحياناً يمثل صوت امرأة، ويتمادى في هذا الفسق وهذا الفجور، وقد يكون الإضحاك بما هو كفر أو حرام، إذ قد يكون الإضحاك بتعبيرات فيها استهزاء بآيات الله سبحانه وتعالى أو بالصالحين، أو إهانة لشيء من حدود الله عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء -أي: الجدل٠ وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).
والممثلون يتكلمون بما يضحك الحاضرين ولو كان محظوراً أو كفراً، وقد ورد الوعيد الشديد على ذلك، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)، وفي لفظ:(إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً)، وفي لفظ:(إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها سبعين خريفاً في النار)، وفي رواية البيهقي بلفظ:(إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإن الرجل ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدمه).