للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نهاية المسيح الدجال]

نهاية المسيح الدجال تكون على يد المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام: (فبينما هم -يعني الجيوش الإسلامية- يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فأمه، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه) فالمسيح يريهم دم الدجال علامة يقينية على هلاكه.

ويقول عليه الصلاة والسلام في رواية أخرى: (وإمامهم منهم) أي: إمام المسلمين الذين يعدون العدة للقتال في ذلك الوقت رجل صالح منهم، وبينت بعض الروايات أنه المهدي عليه السلام.

جاء في حديث آخر: (فبينا إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت، فإذا انصرف -يعني: خرج من الصلاة، وبعض العلماء يقول: أي: إذا انصرف إلى بيت المقدس -والمسلمون فيه محصورون قال عيسى: افتحوا الباب، فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وتاج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، فينطلق هارباً فيدركه عند باب لد الشرقي -وهي مدينة معروفة في فسلطين قرب مدينة الرملة- فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به اليهود إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا قال: يا عبد الله! يا مسلم! هذا يهودي تعال فاقتله)، فكل ما على الأرض يوالي المسلمين من الحجر والشجر إلا شجر الغرقد الذي هو شجر خاص باليهود، وقد حكى الشيخ محمد قطب أن اليهود يأخذون بهذا الحديث، فهم يعلمون أن رسول الله قال حقاً وصدقاً، ولكنهم يجحدون ويحسدون بني إسماعيل أبناء عمومتهم، فكفرهم كفر جحود، وهم الآن يسكثرون جداً في فلسطين من زراعة هذا النوع من الشجر؛ لأنهم يعلمون بهذا المصير الحتمي الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود).

هذه بعض الأحاديث التي وضحت لنا حقيقة المسيح الدجال، وكيف العصمة والنجاة منه، واستفدنا منها كثير من الفوائد، وأعظمها أسباب النجاة من الفتن، وأن أي شخص مهما أوتي من خوارق العادات فلا يكون ذلك دليلاً على ولايته لله، ولا على أن منهجه هو منهج الحق والصواب؛ لأن المسيح الدجال سوف يقدر على أضعاف ما يقدر عليه هؤلاء مع أنه المسيح الدجال الكذاب الأكبر الأعور الذي كل صفاته وأعماله ناطقة بكذبه وباطله.

نسأل الله تباك وتعالى أن يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.