[إحياء الأساطير الوثنية والتنقيب عن الآثار الشركية من عوامل طمس الهوية الإسلامية]
من هذه الأساليب: الاهتمام المبالغ فيه بإحياء الأساطير الوثنية والخرافات الشركية، والتنقيب والحفريات عن الآثار الوثنية التي تبرز الهوية غير الإسلامية أو السابقة، كالفينقية أو الفارسية أو الفرعونية أو الكلدانية، وتسليط الضوء عليها لردها إلى الحياة، وربطها بالحاضر بصورة تزاحم بل تتعارض مع الانتماء الإسلامي، وهذا التراث مهما يكن فإن الإسلام يجب ما قبله، وهذا التراث مهما يكن فإن الإسلام قد نسخ كل دين قبله ولو كان أصله سماوياً، فكيف لا ينسخ الأديان الوثنية؟! إن اعتناق أي أمة للإسلام يشكل فاصلاً عقيدياً وحاجزاً فكرياً بين ماضٍ وثني وبين حاضر ومستقبل مشرق بنور الفطرة والتوحيد.
وهذه الهوية السابقة الجاهلية قضى عليها الإسلام حين صهرها في بوتقة الوحدة الإسلامية.
وما أكثر ما تستغل هذه الآثار في دعم النعرات الإقليمية لكل قطر، واستعلائه بآثاره وأحجاره الخاصة! وفي ذلك أعظم الخطر على الهوية الإسلامية.
ولن ننسى أيضاً أن نذكر شاهداً من أهلها، وهو المستشرق جب في كتابه (وجهة الإسلام) حيث يقول: وقد كان من أهم مظاهر فرنسة العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن، فمثل هذا الاهتمام موجود في تركيا وفي مصر وفي إندونيسيا وفي العراق وفي إيران، وقد تكون أهميته محصورة الآن في تقوية شعور العداء لأوروبا من القومية، لكن من الممكن أن يلعب في المستقبل دوراً في تقوية الوطنية الشعوبية، وتدعيم مقوماتها، لكن في المستقبل سيضعف الإسلام، وستضعف الهوية الإسلامية! من ذلك أيضاً طمس المعالم التاريخية والحفريات التي تصحح تاريخ العقيدة، والتي تكشف أن التوحيد هو الأصل، وأن الشرك طرأ عليه.
وكذلك طمس الوثائق التي تثبت التحريف في كتب أهل الكتاب، والتي تدعم الإسلام وتؤيده.