بعض البسطاء يقول: أنا أشتريه من أجل البرامج الدينية، ونور على نور.
وفي الحقيقة هو ظلام في ظلام، حتى البرامج الدينية لا تخلوا من التشويش ومهاجمة الإخوة الملتزمين، والتشنيع على الدعاة إلى الله، ووصفهم بالتطرف.
فهذه الندوة والمسرحية التي يسمونها (ندوة الرأي) التي تدار من وراء الكواليس وكل واحد يحفظ فيها دوره كالدمى التي تحرك لكي يصلوا عن طريقها إلى هدف معين.
إن التلفزيون يعاني من ازدواج الشخصية، فيفتتحونه بالقرآن الكريم من باب ذر الرماد في العيون، حتى إذا ما اعتراض معترض قيل له: نعم له مساوئ ولكن له أيضاً محاسن.
فيختارون الأوقات -كما يذكر الباحثون- غير الملائمة تماماً لتكون منفرة بحيث لا يجلس إليها الناس، وأوله قرآن وآخره قرآن، وما بين ذلك عبادة للشيطان، نفس الجهاز الخبيث الذي يذيع القرآن الكريم هو هو الذي يذيع الرقص والغناء والفساد المحلي والمستورد بألوانه المتعددة تعدد ألوان الطيف.
إذاعة إسرائيل تذيع القرآن، إذاعة لندن تذيع القرآن، وأنت إذا ركبت سيارة أجرة مع بعض الناس في السفر يبدأ بنفس برنامج الإذاعة، أول شيء يقرأ الركاب الفاتحة، ثم يفتح شريط القرآن، ثم بعد ذلك إذا بالأغاني والفساد والفسق طوال الرحلة، فهو اتجاه سائد، رجل يريد أن يفتتح مشروعاً معيناً يأتي بالمقرئ يقرأ:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[الفتح:١].
وإن كانت معاهدة صلح قرأ {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[الأنفال:٦١]، وإن وقعت حرب يقول: لا أدري وافعلوا كذا، ويأتون بالآيات القرآنية، لكي تبرر هذه التصرفات.
فمن يتأمل مساحة البرامج الدينية المزعومة مقارنة بمساحة البرامج الأخرى لا يمكن أن يتخيل أن هذا التلفزيون في بلد أو في مجتمع يدين شعبه بدين الإسلام، بل بدين آخر يعنى به القائمون على هذا الجهاز الخطير.
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم