للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عظم الفتنة بالنساء]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهاً!)، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان الذي امتن الله عليه بعصمته من الفتن، وبتثبيته إذا ابتلي بالصبر، فإنه هو السعيد حق السعادة.

وكلمة الفتن تنصرف في أذهاننا إلى فتن آخر الزمان، وما يكون من أشراط الساعة، والفتن منها هذا القسم بلا شك، وقد بدت ولاحت كثير منها، ومنها فتن موجودة مع البشر بحكم كونهم بشراًً، سواء في ذلك فتنة الشهوات، أو فتنة الشبهات، وأشد فتنة من فتن الشهوات هي الفتنة بالنساء، فمن ثم اختصت هذه الفتنة بكثير من التحذير والاحتياط والتنبيه على لسان الشرع الشريف.