الأسباب التي دعت إلى الريبة في هذا التطوير، والأدلة ظاهرة على اتهام الأصابع الخفية وراء هذا التطوير، وبيان ذلك فيما يلي: أولاً: سعي هذا التطوير إلى طمس عقيدة الأمة، وتزوير هويتها، وتغريب تقاليدها خلسة ومن خلف ظهر الجميع.
ثانياً: عدم صدور التطوير عن المتخصصين الشرعيين، بل صدوره عن جهات غامضة مجهولة تستمد نفوذها من الوزير مباشرة أو رئيس الوزراء المسئول عن الأزهر؛ وذلك بشكل فجائي، تليها خطوات جريئة بدون روية أو استطلاع أو تجريب أو استشارة مدرسي المواد والموجهين لهم أو المؤلفين أو الطلاب أو أولياء الأمور أو غيرهم.
ثالثاً: العزوف عن برامج التطوير الحقيقية والمأمونة والتي تنبع من حاجات الأمة وتقاليدها.
نفصل في الأمر الأول، وهو سعي التطوير إلى طمس عقيدة الأمة خلسة ومن خلف ظهر الجميع.
قام التطوير بإدخال موضوعات تغريبية مع حذف عبارات وموضوعات إسلامية، بل وحذف كتب إسلامية بكاملها، كالتاريخ الإسلامي في المرحلة الابتدائية.
وهذا بدون علم المؤلفين، أو مشورة المتخصصين، أو استطلاع رأي المعلمين أو غيرهم، فمن يا ترى هو الفاعل؟! رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب المدعو صوفي أبو طالب بعد أن ترك منصبه صرح لبعض الجرائد: أنه لم يشترك في وضع كتب التاريخ المقررة على تلاميذ المرحلة الإعدادية أو الثانوية، ربما أراد أن يبرأ نفسه من هذه الجريمة، وقال: إن وزارة التعليم كتبت اسمه في هذه الكتب بدعوى أنه شارك في وضعها، وأكد أنه سيلجأ إلى القضاء لتبرئته مما نسب إليه، وأشار بأن مناهج التاريخ شوهت التاريخ الإسلامي وزيفته، حيث وصفت بعض الصحابة بأنهم مشيعو الفتنة رغم أنهم من المبشرين بالجنة، وطالب بضرورة إعادة كتاب التاريخ الإسلامي، وتنقية المناهج المقررة من الأخطاء التي تشوه عقول الطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
فيتبرأ صوفي أبو طالب من التحريف الذي أدخل على الكتب الدراسية التي شارك هو في تأليفها، كما أعلن بأن حذف موضوع: دور العرب والمسلمين في الحضارة الأوروبية -يعني: تأثير الحضارة الإسلامية على النهضة الغربية- تم بدون علمه رغم أنه مشارك في تأليفه!!