والعلمانيون أولى الناس في هذا الزمان أن يدخلوا في وصف الكارهين لما أنزل الله، ولو سألتهم وقلت لهم: هل أنتم مستعدون أن تطيعوا الله ورسوله؟ وهل تقبلون تحكيم القرآن؟ وهل تعتزون بتاريخنا وتراثنا؟ وهل تحترمون أسلافنا من الصحابة ومن بعدهم؟ فإنك ستجد جوابهم في كل هذه الأسئلة كأخبث ما أنت سامع: بغض للصحابة, والتشنيع بالكذب والافتراء على أعلام الصحابة وأعلام الإسلام, والتزييف للتاريخ الإسلامي, وكذلك إقصاء شريعة الإسلام كما بينا.
إنّ العلمانيين ينطبق عليهم قوله تعالى:{كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}[الشورى:١٣]، فتحنى أنوفهم إذا سمعوا من يدعوهم إلى الله، وإلى دين الإسلام.
ويتحقق فيهم قوله تعالى:{لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}[الزخرف:٧٨]، وقوله تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ * وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[الجاثية:٦ - ٨]، ويقول تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ}[محمد:٢٥ - ٢٦]، فإذا كان هذا في حق من قال سنطيعكم في بعض الأمر، فما بالك بمن يقول سنطيعكم في كل الأمر!