ما هي الأعمال التي تتقي بها النار؟ أعظم ما يتقى به عذاب النار هو الإيمان والعمل الصالح، وهذا هو الذي توسل به المؤمنون:{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ}[آل عمران:١٩٣].
ومن ذلك الصيام: يقول صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة) يعني: وقاية تقي العبد من النيران.
ومنه الذكر: فالباقيات الصالحات هي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يقول عليه الصلاة والسلام:(خذوا جنتكم من النار؛ قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات -يعني: إلى الأمام- ومعقبات -من الخلف- ومجنبات - تحميك من الجانبين - وهن الباقيات الصالحات).
أيضاً مما ينجي من النار محبة الله سبحانه وتعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ}[المائدة:١٨] فالمحب لا يعذب حبيبه.
ومما ينجي من عذاب الله البكاء من خشية الله سبحانه وتعالى: يقول صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم)، ويقول صلى الله عليه وسلم:(من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً).
ومما ينجي من النار الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى والاستجارة من عذاب النار:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}[الفرقان:٦٥]، ويقول صلى الله عليه وسلم:(ولا استجار مسلم من النار ثلاثاً إلا قالت النار: اللهم أجره مني).
فنسأل الله العظيم الكريم أن يجيرنا وإياكم من عذاب النار.