يقول الأستاذ الدكتور/ الصباغ حفظه الله تعالى: أشغال الناس كثيرة ومتنوعة، وهي التي تلهيهم عن العملية التربوية، وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع الفجوة بين الآباء وبين الأبناء.
يقول: غير أن هناك نوعاً غريباً جداً من أنواع هذا الشغل، وهو ما يكون للدعوة وإصلاح الناس، وذلك خطأ في تصور الدعوة والعمل فيها، والمرء مطالب بأن يصلح أهله أشد المطالبة، يقول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:٦].
وقال تبارك وتعالى:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[طه:١٣٢]، وإهمال الداعية لأهله سيوقعهم في الانحراف والمخالفة، والاشتغال الكامل بوظائف الدعوة هو باب من أبواب الخير، لكن إذا كان على حساب الفروض العينية والمتعينة على الرجل من تربية أولاده والحفاظ على دينهم؛ فإنه يدخل ضمن المشاغل المدمرة.
فلا تغلب الدعوة على حساب الواجب العائلي الذي إذا قصرت فيه فلن يكون خيراً في حين أن الآخرين الأبعد منك من الناس من يقوم تجاههم بالواجب الكفائي في دعوتهم.
وحينما يحصل الانفصال بين الأولاد من جانب وبين الأب من جانب آخر، فقد لا يستطيع أن يستمر في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ويقال له: إن كنت صادقاً فأصلح بيتك، ويكون هذا الوضع الخاص مضعفاً لتأثيره في الناس؛ لأنه لابد من القدوة، ويكون هذا سبباً في أن يتعكر صفوه، وتتنغص عليه لذاته، وتواجهه مشكلات قد تحول بينه وبين الاستمرار في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.