[طرق معالجة ظاهرة تضييع صلاة الجماعة في رمضان وتضييع الأوقات]
مما يؤسف له أن في رمضان الذي هو موسم الطاعات نجد ظاهرة مؤسفة جداً، وهي أن الأذان لم يصبح اسمه أذاناً، بل صار بدله المدفع، كأن هذا المدفع هو ساعة الصفر لكي يبدأ الهجوم لاكتساح ما لذ وطاب من الطعام والشراب، مما جعلهم لا يلتفتون إلى الأذان، فالمؤذن يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، هلموا إلى طاعة الله وإلى تعمير بيت الله وإذا بهم في صلاة المغرب في كثير من المساجد لا يصلي إلا عدد أو نفر قليل جداً منهم، وذلك بسبب أنهم يجلسون على الموائد ويأكلون ويشربون ثم يضيعون صلاة الجماعة.
فإذا كان رمضان وهو موسم الخير ومضاعفة الأعمال الصالحة يحصل منا فيه هذا الأمر السيئ والقبيح، وربما يكون سبب هذه الفتنة عند كثير من الناس أن شياطين الإنس عبر (التلفزيون) يجتذبون الناس مباشرة عقب ما يسمى بالمدفع ويفتنوهم عن دينهم بالفوازير وباللهو وبالعبث والفجور، حتى إن بعضهم قد يجمع المغرب مع العشاء جمع تأخير، أو يسهر إلى ما قبل صلاة الفجر أمام (التلفزيون) فإذا كان الأمر كذلك فأين ستكون صلاة الفجر في جدوله إذا كان يمكث من المغرب حتى الساعة السادسة صباحاً؟! هذا إن كان يصلي صلاة الفجر.
فهذا إتلاف وإفساد للدين، فطهروا بيوتكم من هذا الجهاز الخبيث الذي يصدكم عن طاعة ربكم تبارك وتعالى ويفسد أخلاقكم وأديانكم، فهو شؤم في شؤم.
وإذا أذن لصلاة المغرب فيحبذ أن يفطر الصائم على شيء خفيف جداً، على تمر أو شيء يسير، ويا حبذا لو كان الإفطار في المسجد حتى ينال الذين يحضرون الإفطار أجر تفطير الصائم، ومن يفطر في بيته ينبغي أن يكون أمامه مهلة عشر دقائق بين الأذان والإقامة، ثم تقام الصلاة بتمهل بعد إذهاب سورة الجوع التي قد تذهب بألباب بعض الناس حتى يصلوا صلاة المغرب باطمئنان؛ لأن أكثر الناس يصلون صلاة المغرب بسرعة ينقرونها نقراً ولا يقيمونها.
وكون وقت الإفطار لمدة عشر دقائق بين الأذان والإقامة ثم تقام الصلاة بالميكرفونات حتى يحضر الناس من البيوت الذين لم يأتوا بعد أمر طيب.
كذلك علينا أن نقوم بحملة كبيرة من أجل دعوة الناس إلى تعمير المسجد بصلاة المغرب وغيرها من الصلوات، قال تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}[التوبة:١٨] فظاهرة تضييع صلاة الجماعة في المغرب خصوصاً منتشرة، فعلى الإخوة أن يتعاونوا في ذلك.
والإفراط في السهر يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر، وهذا -أيضاً- من الشر، وكذلك قول الزور والعمل به مما يفعله بغاة الشر، والمجاهرة بالفطر وقد ذكرناها، وأكل الربا، واللهو، والنميمة، والكذب إلى غير ذلك مما حرم الله تبارك وتعالى، فكل ذلك ينبغي الحث على تركه.