للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصفعات التي تلقتها دعوة تحرير المرأة]

وهناك صفعات كثيرة تلقتها دعوة قاسم أمين، وأقوى صفعة هي المؤتمر الأخير هذا؛ لأنها عند من يعقل كشفت سوأة هذا المذهب المدمر.

ومن هذه الصفعات التي تناسب أن نوردها هنا إسلام كثير ممن هم مفتونون بهم من الغربيين، سواء أكانوا رجالاً أم نساءً، بل وأصبحوا ممن يلتزم بالإسلام ويلتزم بالحجاب وبالنقاب، وصاروا يدعون إلى الإسلام في غاية النشاط، وممن دخل في الإسلام منذ سنوات سفير ألمانيا الغربية في المغرب: (مراد هوفمان، وألف كتباً في ذلك، مثل كتاب (البديل الوحيد)، أي أن الإسلام هو البديل الوحيد للبشرية، ومن ضمن ما يقول في كتابه وهو يرد على الذين يقولون إن الأحكام في الإسلام أحكام قديمة وعتيقة.

لنقل إن الإسلام في تمسكه بالفضيلة عتيق، نعم هو عتيق، ولنا أن نعتز بذلك، فنؤكد أن الإسلام فخور بهذا.

أي: ما دام أن فيه الفضيلة.

ومن الصفعات التي تلقتها دعوة تحرير المرأة أيضاً: أن هدى شعراوي كانت تعد كوادر للمستقبل، فكان من ضمن التلميذات التي كانت تعدهن للمستقبل الأستاذة زينب الغزالي، فكانت ترسم لها -باعتبارها تلميذة وهي صغيرة- طريقاً، وشاء الله سبحانه وتعالى لها طريقاً آخر، وكانت زينب الغزالي طالما وقفت وجادلت علماء الأزهر من أجل الدفاع عن هدى شعراوي، لكن شاء الله سبحانه وتعالى أن تتعرض لحادثة حريق، وأثناء مرضها دعت الله سبحانه وتعالى أن يشفيها، وعاهدته على ارتداء الحجاب من هذه اللحظة، فلما استجاب الله سبحانه وتعالى دعاءها تخلت عن الاتحاد النسائي بقيادة هدى شعراوي، فتلقت هدى شعراوي صفعة شديدة من هذه التلميذة النجيبة.

فلم تستسلم هدى شعراوي، وطلبت مقابلتها، ولما حضرت أخذتها بين ذراعيها وضمتها إلى صدرها وقبلتها، ثم بكت وقالت لها: يا زينب! كنت أريدك أن تكوني خليفتي من بعدي في الاتحاد النسائي.

فردت زينب الغزالي: لقد اخترت واختار الله، فأنا مع اختيار الله، وأسست جمعية (السيدات المسلمات) التي كانت تنافس وتضاد اتجاه الاتحاد النسائي لـ هدى شعراوي، وبدأ الانفصام بين الاتجاهين يزداد، لكن عند مرض موت هدى شعراوي طلبت زينب الغزالي، فذهبت إليها ووافتها المنية وهي بجانبها.

وهكذا توبة الفنانات والفنانين، فالفن هو سلاح الشيطان في محاربة الإسلام والصد عن سبيل الله تعالى وإلهاء الشباب، لكن موجة التوبة والاستقامة التي حصلت في جنود إبليس وانضمامهم إلى حزب الرحمن كانت من الصفعات الشديدة لدعوة التحرير.