وذكر عبد الرحمن بن أحمد عن أبيه أن امرأة جاءت إلى بقي فقالت: إن ابني في الأسر ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه فإني والهة.
قال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره، ثم أطرق وحرك شفتيه، ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها فقال الابن: كنت في يدي ملك، فبينا أنا في العمل سقط قيدي، قال: فذكر اليوم والساعة فوافق وقت دعاء الشيخ، قال: فأفلت من العدو، قال: فصاح علي المرسم بنا، ثم نظر وتحير من الذي أخرج هذه القيود بهذه الطريقة، ثم أحضر الحداد وقيدني، فلما فرغ ومشيت سقط القيد، فبهتوا ودعوا رهبانهم، فقالوا: ألك والدة؟ قلت: نعم، قال: وافق دعاؤها الإجابة! فانظر كيف عرف النصارى وهم كفار أن دعاء الأم يستجاب، ثم قالوا: قد أطلقك الله فلا يمكننا أن نقيدك، فزودوني وبعثوا بي.