تدور المسرحيات والأفلام وهذه الأشياء حول ضررين لا ثالث لهما، الضحك بمجرد الضحك، الضحك القائم على الكذب وربما دس فيه السخرية من شريعة الإسلام، وربما أضحكوا الناس على المتدينين وأهل طاعة الله وأولياء الرحمن عز وجل، السخرية والضحك التافه، الضحك الذي يلقي صاحبه في جهنم، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ويل له ويل له ويله له قالوا: من يا رسول الله؟ قال: الذي يكذب ليضحك الناس.
فقال الصحابة للنبي: إنك تمازحنا! قال: نعم ولكني لا أقول إلا حقاً) صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول صلى الله عليه وسلم:(إياكم وكثرة الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب)، فهذا هو الهدف الأول.
أما الهدف الآخر الذي تدور حوله كل البرامج والأفلام والمسرحيات والتمثيليات فهو قيم الحب والغرام والعشق والهيام ونحو هذه المعاني، وكأن هذه هي المشكلة الوحيدة في هذه الأمة، حلت كل المشاكل وما أصبحت غير مشكلة هذه الفتاة التي أحبت ذلك الولد وجرت بينهما هذه الأشياء المكررة، من أجل صد الناس عن سبيل الله تبارك وتعالى، وفي خلال ذلك يبثون السموم، ويصبح الخمر والدخان هو الحل الأول إذا بدرت مشكلة، إذا وقعت مشكلة لا يلجأ ولا يرجع إلى الاستخارة، أو الدعاء، أو الصلاة كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام، لا.
بل أول حل إذا وقعت مشكلة أن يشعل السيجارة أو يشرب الخمر، هذا هو المخرج من الضائقات عند هؤلاء وأمثالهم.
فالتلفزيون انتزع وسرق زمام القيادة من الآباء والأمهات، حتى يصح أن نعتبر هذا الجيل التلفزيوني ابن التلفزيون، هؤلاء هم أبناء التلفزيون وليسوا أبناء أبويهم، أهملهم الآباء، بل الآباء عندما يريدون أن يستريحوا من الضوضاء يفتحون لهم التلفزيون حتى يستريحوا منهم، ويسلمونهم إلى هذا الخبيث وهم عجينة غضة طرية يشكلونها كما شاؤوا، حتى سماه بعضهم (الوالد الثالث)، أو (الأب الثالث).