أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر، حينئذٍ أخذها من هؤلاء.
وأخرج الشيخان من طريق ابن شهاب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر رضي الله عنه خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ -وهي قرية على طريق الشام عند وادي تبوك- بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً) فرجع عمر من سرغ لمّا بلغه حديث عبد الرحمن بن عوف.
وأخرج الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لا تمنعوا النساء بالليل من المساجد، فقال بعض بني عبد الله بن عمر: والله لا ندعهن يتخذنه دَغَلاً) والدَّغَل: المكان الذي فيه شجر كثير ملتف، فيكمن فيه من أراد أن يتخفّى من الناس، فهذا ابن عبد الله بن عمر قال: والله لا ندعهن يتخذنه دغلاً! فضرب ابن عمر صدر ابنه حينما اعترض ولم يتأدب مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أُحدّثك عن رسول صلى الله عليه وسلم وتقول ما تقول؟! قال الشافعي: ولا أعلم من الصحابة ولا من التابعين أحداً أُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قبل خبره، وانتهى إليه، وأثبت أن ذلك سنّة.
وأخرج الشيخان عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يُقبّل الحجر -يعني: الحجر الأسود- ويقول: أَعلمُ أنك حجر ما تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبّلك ما قَبّلتك.
وقال خالد بن أسيد لـ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إنك تجد صلاة الحذر وصلاة الخوف في القرآن ولا تجد صلاة السفر في القرآن؟ فقال له ابن عمر رضي الله عنهما:(يا ابن أخي إن الله عز وجل بعث إلينا محمداً صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئاً، وإنما نفعل كما رأينا محمداً صلى الله عليه وسلم يفعل، وقصر الصلاة في السفر سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم).