وعن عثمان بن الهيثم قال: كان رجل بالبصرة من بني سعد، وكان قائداً من قواد عبيد الله بن زياد، فسقط عن السطح فانكسرت رجلاه، فدخل عليه أبو قلابة يعوده فقال: أرجو أن تكون لك خيرة، فقال له: يا أبا قلابة وأي خير في كسر رجلي جميعاً؟! فقال: ما ستر الله عليك أكثر.
فلما كان بعد ثلاث ورد كتاب ابن زياد: أن يخرج فيقاتل الحسين، فقال للرسول: قد أصابني ما ترى، فما كان إلا سبعاً حتى وافى الخبر بقتل الحسين، فقال الرجل: رحم الله أبا قلابة! لقد صدق إنه كان خيرة لي.
فالإنسان لا يدري أين يكون الخير، فهو لما دخل عليه قال: لعل هذا خير لك، فكان هذا عذراً في تخلفه عن قتل الحسين رضي الله تعالى عنه، فكان خيراً له كما قال أبو قلابة.
وقال أبو بكر بن عياش للحسن بن الحسن بالمدينة: ما أبقت الفتنة منك؟ فقال: وأي فتنة رأيتني فيها؟! قال: رأيتهم يقبلون يدك ولا تمنعهم.