ومن العابدات أيضاً هنيدة، فعن عامر بن أسلم الباهلي عن أبيه قال: كانت لنا جارية في الحي يقال لها هنيدة، فكانت تقوم إذا مضى من الليل ثلثه أو نصفه، فتوقظ ولدها وزوجها وخدمها، فتقول لهم: قوموا فتوضئوا وصلوا فستغتبطون بكلامي هذا، أي: فسوف يصيبكم السرور يوم القيامة بما آمركم به، فكان هذا دأبها معهم حتى ماتت، فرأى زوجها في المنام: إن كنت تحب أن تزوجها هناك فاخلفها في أهلها بمثل فعلها.
فلم يزل دأب الشيخ حتى مات، فأُتيَ أكبر ولده في منامه فقيل له: إن كنت تحب أن تجاور أبويك في درجتهما من الجنة فاخلفهما في أهلهما بمثل عملهما.
قال: فلم يزل ذلك دأبه حتى مات، فكانوا يُدعون القوامين.