[تأثر الإمام الغزالي بأهل الكلام والفلاسفة والباطنية والصوفية]
لقد عاش الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى زمناً كثرت فيه الآراء والمذاهب والفرق، وكان أبرز تلك الفرق آنذاك أهل الكلام والفلاسفة والباطنية والصوفية، وقد عكف الغزالي على دراسة كل واحدة من هذه الاتجاهات الأربعة.
تلقى الأصول وعلم الكلام عن إمام الحرمين الجويني وتفرغ لدراسة الفلسفة دراسة وافية، وأكب على كتب ابن سينا: كالشفاء والنجاة والإشارات، حتى يقول بعض العلماء: الغزالي أمرضه الشفاء، يعني: كتاب الشفاء لـ ابن سينا، والعجيب أن بعض الناس يضللون في دراسة كتب التاريخ فيقولون: الفلاسفة أنشئوا حضارة، وبرعوا في شتى الاتجاهات الفكرية، فكان منهم ابن سينا، والكندي، والفارابي!! المقصود أنه درس كتب ابن سينا: كالشفاء والنجاة والإشارات، ورسائل أبي حيان التوحيدي، ورسائل إخوان الصفا، ولذلك فإن أغلب الفلسفة التي في كتاب الإحياء مأخوذة من هذه الرسائل الإلحادية الباطنية (رسائل إخوان الصفا) ومؤلفات الفارابي، وتهذيب الأخلاق لـ ابن مسكويه، وأكثر المصادر التي أخذ منها هي النجاة لـ ابن سينا، وتهذيب الأخلاق لـ ابن مسكويه.